تحقيقات حادث قطارى سوهاج تكشف إهمال منظومة العاملين: تزوير وتعاطى مخدرات و«تزويغ»

الأحد 11 أبريل 2021

 

أعلنت النيابة العامة،  نتائج التحقيقات فى حادث تصادم قطارين بسوهاج، والذى أسفر عن وفاة 20 شخصا وإصابة 99 آخرين، وتسبب فى تلفيات بالقطارين بلغت قيمتها أكثر من 25 مليون جنيه.

وفجرت نتائج التحقيقات مفاجآت عديدة منها ترك سائق القطار الإسبانى القيادة لمساعده، الذى ترك هو الآخر كابينة القيادة الأمامية قبل وقوع الحادث، فى الوقت الذى لم يكن رئيس قسم المراقبة المركزية بأسيوط موجودا بمقر عمله وقت وقوع التصادم، بالرغم من مسئولية هذا القسم عن مراقبة حركة القطارات بموقع الحادث، فضلا عن ثبوت تعاطى مراقب برج محطة المراغة ومساعد سائق القطار المميز مخدرى الحشيش والترامادول.
وذكرت النيابة أن سائق القطار المميز ومساعده ادعيا فى التحقيقات ظهور إشارات ضوئية بشاشة التحكم بكابينة القيادة، تفيد انخفاض معدل ضغط الهواء بالأنابيب الواصلة بين عربات القطار مما أوقفه آليا، ويرجع ذلك إما إلى سحب أحد مقابض الخطر بأى من العربات، أو غلق أحد صمامات تحويل الهواء المضغوط بالمكابح (الجزرات)، ثم تبين مساعد السائق غلق أحد الصمامات بين العربتين الثالثة والرابعة وصورها بهاتفه.
وأضافت النيابة أن المصابين والركاب والعاملين بالقطار من الكمسارية وأفراد الأمن أقروا بعدم رؤيتهم سحب أى من مقابض الخطر أو سماعهم الصوت المميز الصادر عن سحبها.
كما أكد سائق القطار المميز فى التحقيقات إيقافه جهاز المكابح والتحكم الآلى (ATC) أثناء الرحلة، بدعوى تعطيله حركة القطار وتأخير مواعيد وصوله إلى المحطات.
وعلى جانب القطار الإسبانى المتسبب فى التصادم، ذكرت النيابة أن مساعد السائق قرر توليه القيادة إبان وقوع الحادث، مدعيا سيره على سرعة تسعين إلى خمسة وتسعين كيلومترا فى الساعة، وتأكده من إضاءة جميع الإشارات الضوئية السيمافورات باللون الأخضر على طول شريط السكة الحديدية قبل موقع التصادم، مما يسمح له بالمرور، ولكنه على مسافة خمسمائة إلى ستمائة مترٍ من موقع التصادم رأى توقف القطار المميز فاستخدم المكابح اليدوية لإيقاف الجرار والعربات، ولكنها لم توقفها فوقع التصادم، بينما نازع سائق القطار فى تلك الرواية، مؤكدا توليه هو القيادة وقت الحادث، وسيره على سرعة تسعين كيلومترا فى الساعة، ومشاهدته توقف القطار المميز على مسافة مائة متر، حيث استخدم ذات المكابح المشار إليها دون تمكنها من إيقاف القطار.
وأضافت النيابة أن السائق ومساعده أقرا بإيقاف جهاز المكابح والتحكم الآلى (ATC) بالقطار، وأحال السائق سبب ذلك إلى تأخيره الحركة مدعيا إصدار الهيئة القومية للسكك الحديدية تعليمات شفاهية بعدم تشغيل هذا الجهاز، وسماعه بها بمعهد تدريب السائقين بوردان.
وأشارت النيابة إلى أن التحقيقات أكدت ترك رئيس قسم المراقبة المركزية بأسيوط مقر عمله وقت وقوع الحادث، بالرغم من مسئولية هذا القسم عن مراقبة حركة القطارات بموقع التصادم، بينما أسفرت التحقيقات مع اثنين من المراقبين بالقسم عن إخلالهما بمهام عملهما؛ حيث تأخر أحدهما عن تنبيه سائق القطار الإسبانى بتوقف القطار المميز، وأخطأ فى رقم هذا القطار حال بدئه فى تنبيه سائقه، بينما لم يوال الآخر محاولات الاتصال بسائق القطار الإسبانى لتنبيهه، بعد إخفاق محاولتين فقط ادعاهما للاتصال به.
وأوضحت النيابة أنها تلقت إفادة من كل من مدير عام صيانة البنية الأساسية ومدير عام التشغيل على الشبكة بالهيئة القومية لسكك حديد مصر بمنطقة أسيوط؛ تضمنت تأكيد أن منطقة الحادث ليست من مناطق فك الارتباط التى يمكن فيها إيقاف جهاز المكابح والتحكم الآلى (ATC) بمحافظة سوهاج، وأكدا مُقدما تلك الإفادة فى التحقيقات أن تلك المنطقة تعمل بنظام التقاطر الكهربائى الذى يستلزم تشغيل هذا الجهاز ــ على خلاف ما زعمه سائقا القطارين ومساعداهما.
وتابعت النيابة أن مشاهدة تسجيلات آلات المراقبة بمحطة سوهاج الكائنة قبل محل الحادث يوم وقوعه عن جلوس مساعد سائق القطار الإسبانى بمقعد القيادة، واستلامه بدلا عن السائق النموذج «سبعة وستين (٦٧) حركة» الصادر من المحطة، والثابت فيه السرعة المقررة بمنطقة الحادث والتى كانت لا تجاوز تسعين كيلومترا فى الساعة، فتحفظت ــالنيابةــ على النموذج وتبينت فيه الإمضاء باسم السائق بما يفيد الاستلام، فاستكتبت السائق ومساعده على هذا الإمضاء وأثبت تقرير قسم أبحاث التزييف والتزوير بـمصلحة الطب الشرعى كتابة المساعد الإمضاء بدلا من السائق.
وأوضحت النيابة أنه بمواجهة الاثنين بتلك النتيجة أقرا بواقعة التزوير، وتمسك كل منهما بقيادته القطار وقت الحادث، وكلفت النيابة الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بفحص نتائج مشاهدة آلات المراقبة المشار إليها للتأكد من صحة ظهور مساعد سائق القطار الإسبانى فيها باستخدام تقنية القياسات البيومترية، فتأكد ظهوره بها.
ولفتت النيابة إلى أن تقرير لجنة ثلاثية من أطباء مصلحة الطب الشرعى، انتهى بعد معاينة موقع الحادث فى حضور السائق ومساعده وبإشراف ــ النيابة ــ إلى عدم تناسب الإصابات التى تعرض لها السائق ومساعده مع ما أقرا به من تواجدهما بالكابينة الأمامية للقطار وقت التصادم كما ورد بتقرير الطب الشرعى الأول، مُضيفة تصورين آخرين لما حدث هما إما تواجد السائق ومساعده بالممر الفاصل بين الكابينتين الأمامية والرئيسية وقت التصادم، أو تواجدهما بالكابينة الرئيسية ــ اللاحقة على الأمامية ــ فى ذلك التوقيت، قاطعة بعدم جواز بقائهما بالكابينة الأمامية حسبما زعما.
ونوهت النيابة بأن نتائج تحليل تعاطى المواد المخدرة الصادرة من وزارة الصحة كشف عن تعاطى كل من مراقب برج محطة المراغة جوهر الحشيش المخدر، وتعاطى مساعد سائق القطار المميز ذات الجوهر وعقار الترامادول، مشددة أنه جارٍ التصرف فى الدعوى فور استكمالها.